كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 16 """"""
في سنة ثمانين ، وحملت إليه في سنة إحدى وثمانين ومائتين ، وأصدقها ألف ألف درهم . وقيل : إن المعتضد أراد بزواجها إفقار الطّولونيّة ، وكذلك كان ؛ فإن خمارويه قد جهزها بجهاز لم يسمع بمثله ، حتى إنه قيل إنه كان لها ألف هاون من الذهب ، وشرط المعتضد على خمارويه أن يحمل كل سنة مائتي ألف دينار ، بعد القيام بجميع وظائف مصر وأرزاق الجند ، فأجاب إلى ذلك .
ذكر مقتل أبي الجيش خمارويه
كان مقتله في ليله الأحد لثلاث بقين من ذي العقدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين ، وقيل في ذي الحجة منها بدمشق .
وكان سبب قتله أنه قيل له إن جواري داره قد اتخذت كل واحدة منهن خصياً وجعلته كالزوج ، وقال له الناقل إن شئت أن تعلم صحة ذلك فقرر بعض الجواري بالضرب ، فكتب من وقته إلى نائبه في مصر أن يسير له الجواري ، فاجتمع جماعة من خدم الخاصة وتواعدوا على قتله ، فذبحوا على فراشه ليلاً . فلما قتل من خدمه الذين اتهموا بقتله نيف وعشرين نفساً .
وحمل خمارويه إلى مصر فدفن بجبل المقطم . وكانت مدة ملكه اثنتي عشرة سنة وأياماً .
؟
ذكر ولاية أبي العشائر جيش ابن أبي الجيش خماروية بن أحمد بن طولون وهو الثالث من الملوك الطّولونيّة
ملك بعد وفاة أبيه في يوم الأحد لثلاث بقين من ذي سنة اثنتين وثمانين ومائتين . وذلك أن خمارويه لما قتل اجتمع القواد على ابنه أبي العشائر وبايعوه ، وكان مع أبيه في دمشق ، وهو أكبر ولده ، ففرق فيهم الأموال ، ورجع إلى مصر ، وكان صبياً غراً .
ذكر عصيان دمشق على جيش وخلاف جنده وقتله
وفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين خرج جماعة من قواد جيش بن خمارويه