كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 21 """"""
مصر ، ثم التقى القواد بالخليجي ، واقتتلوا قتالاً شديداً عدة دفعات ، كان آخرها أن انهزم الخليجي ودخل فسطاط مصر ، واستتر عند رجل من أهلها ، ودخل عسكر الخليفة فظفروا به وأخذوه هو والذي استتر عنده وحبسوهما ، وكتبوا بذلك إلى الخليفة ، ووجه فاتك إبراهيم الخليجي إلى بغداد ، فدخلها هو ومن معه في شهر رمضان ، فحبسهم المكتفي .
واستقر عيسى النوشري بمصر سنة سبع وتسعين ومائتين ، فتوفي في شعبان منها ، وحمل إلى البيت المقدس فدفن فيه .
واستعمل المقتدر على مصر تكين الخاصة في منتصف شهر رمضان من السنة .
وفي ثلاثمائة ندب تكين عسكراً وجعل مقدمه أبا النمر أحمد بن صالح ، فمضى إلى برقة والتقى مع عسكر حباسة قائد المهدي ، وأبلى بلاء حسناً ، ثم صرفه تكين وولى حر المنصوري فمضى إلى برقة فوجد أبا النمر موافقاً لحباسة ، فلم علم أبو النمر بعزله تخاذل حنقاً على تكين ، فاغتنم حباسة الفرصة وحاربهما ، فكسرهما ، وعادا إلى مصر .
ذكر استيلاء حباسة على الإسكندرية
وفي المحرم سنة اثنتين وثلاثمائة سار حباسة قائد المهدي من برقة ودخل الإسكندرية وملكها ، فوصل من بغداد أحمد بن كيغلغ ، وأبو قابوس محمود بن حمد ، والقاسم بن سيما ، في جمع من القواد والعساكر ، وكان وصولهم في العشرين من صفر ، فخرج بهم تكين إلى الجيزة في يوم الاثنين لسبع خلون من جمادي الأولى فعسكر بها ، وسار حباسة من الإسكندرية بعسكر مستوفي ، ونودي في فسطاط مصر بالنفير في