كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 22 """"""
العشرين من الشهر ، فخرج الناس إلى الجيزة ، ولم يتخلف أحد من الخاصة والعامة ، وتقدم حباسة في جيوشه والتقى الفريقان وكثرت القتلى بينهم ، فقتل أكثر رجال حباسة ، وانهزم بمن بقى معه .
ثم قدم مؤنس الخادم من العراق في منتصف شهر رمضان من السنة ، ومعه جمع من الأمراء ، وأمر أحمد بن كيغلغ بالمسير إلى الشام ، وصرف تكين الخاصة عن ولاية مصر لأربع عشرة ليلة خلت من ذي العقدة . فكانت مدة ولايته خمس سنين وشهرين .
وفي سنة ثلاث وثلاثمائة قدم أبو الحسن ذكا الأعور الرومي أميراً على مصر ، وذلك لأثني عشرة ليلة خلت من صفر ، وخرج مؤنس بجيوشه إلى العراق لثمان خلون من شعر ربيع الأول ، وخرج ذكا إلى الإسكندرية لإصلاحها ، وجعل فيها ولده مظفراً وتتبع من كان يذكر بمكاتبه المهدي ، فحبس جماعة منهم ، وقطع أيدي جماعة وأرجلهم .
ذكر وصول أبي القاسم بن المهدي إلى الديار المصرية واستيلائه على الإسكندرية والفيوم والأشمونين
وفي سنة سبع وثلاثمائة ، في الثاني من صفر ، وصل أبو القاسم بن المهدي بجيوش المغرب إلى الإسكندرية ، وملكها ، ثم عاد إلى إفريقية ، ووافق وصوله الآن والجند مخالفون لذكا أمير مصر ، فتقاعدوا عن الخروج معه للقاء عسكر المهدي ، فخرج إلى الجيزة في عسكر قليل في النصف من صفر ، وابتنى حصناً بالجيزة ، واحتفر خندق على عسكره ، ثم صرف ذكا ، وتُوفّي لليلة خلت من شهر ربيع الأول من السنة ، وكانت مدة إمارته أربع سنين وأياماً .
وقدم أبو قابوس محمود بن حمد أمير الشام بعساكره نصرة لعساكر مصر ، فكان قدومه لثمان خلون من شهر ربيع الأول ، ونزل الحيرة ، ثم قدم إبراهيم ين كيغلغ لسبع بقين من شهر ربيع الآخر ، ودخل تكين الخاصة متولياً لإحدى عشرة ليلة خلت من