كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 23 """"""
شعبان سنة سبع وثلاثمائة ، ونزل الجيزة ، وحفر خندقاً ثانياً ، وأقبلت مراكب المهدي صاحب إفريقية ، وهي مائة مركب حربية ، وعليها سليمان الحاكم ، فبعث تكين إلى بمال الخادم أمير طرسوس أن ينجده ، فحضر إليه في مراكبه ، وانتهى إلى ثغر رشيد ، والتقت مراكبه بمركب المهدي لعشر بقين من شوال من السنة ، وكان بينهم حرب شديدة ، وهبت ريح على مراكب المهدي فألقتها إلى البر ، وتكسر أكثرها ، وأسر من فيها ، وقتل منهم خلق كثير ، ودخل من بقي منهم إلى الفسطاط ، وهم سبعمائة نفر ، فقتلوا عن أخرهم .
وقدم مؤنس الخادم من بغداد في الخامس من المحرم سنة ثمان وثلاثمائة ، وتولى إمرة مصر من بغداد هلال بن بدر ، ودخلها في السادس من ربيع الآخر سنة تسع وثلاثمائة ، وأقام إلى سنة عشرة ، فشغب عليه الجند ، وكثر النهب والقتل والفساد بمصر فصرف هلال عن مصر في شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ، فكانت مدة ولايته نحو سنتين .
وتولى مصر أحمد بن كيغلغ فقدمها في شهر رجب من السنة ، فأقام بمنية الأصبغ ، واحضر الجند ، ووضع الغطاء فيهم ، وأسقط كثيراً من الرجالة ، فسعت الرجال إليه ، وخرجوا لقتاله ، فانقل إلى فاقوس وأقام بها إلى أن قدم رسول تكين الخاصة بولاية مصر ، وذلك في ذي العقدة من السنة .
وقدم تكين من العراق لعشر مضين من المحرم سنة اثنتين عشرة وثلاثمائة ، فكان

الصفحة 23