كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 25 """"""
ذكر أخبار الدولة الإخشيدية وابتداء أمر من قام بها وكيف كان سبب ملكه وقيامه ومن ملك بعده إلى أن انقرضت أيامهم
كانت هذه الدولة بمصر والشام ، وهي من الدول المشهورة . وأول من ولي من ملوكها الإخشيد أبو بكر محمد بن طُغج ، واسم طُغج عبد الرحمن ابن جُفّ بن يلتكين بن فوري بن خاقان الملك ، وهو من فرغانة ، وكان طُغج من القواد الطّولونيّة ، وتولى لخماروية بن أحمد بن طولون دمشق والشام ، ولما مات طُغج ترك من الأولاد أبا بكر محمداً الإخشيد ، وأبا القاسم علياً وأبا المظفر الحسين ، وأبا الحسن عبيد الله ، وكان أبو بكر أكبرهم فتولى الولايات وتنقل في المراتب إلى أن ملك مصر والشام .
وكان ابتداء ولايته الديار المصرية والدعاء له فيها في يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، كما قدمناه ، ولم تثبت ولايته هذه . ثم دعي لأحمد بن كيغلغ ، وكان ما ذكرناه ، ثم ولى مصر في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة في خلافة الرّاضي بالله .
وكانت هذه الولاية مفتعلة في ابتدائها ، وذلك أن التقليد من دار الخلافة ببغداد خرج باسم محمد بن تكين الخاصة ، وكان بن طغج بالساحل فقبض على الرسول الواصل من دار الخلافة وأخذ منه التقليد وكشط تكين وكتب طغج ، وأنفذ التقليد إلى مصر فورد يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان ، فاعتزل أحمد بن