كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 26 """"""
كغيلغ ، النظر ، وامتنع محمد ابن علي الماذرائي الوزير من التسليم له ، وكان غالباً على أمر أحمد بن كيغلغ وعزم على قتال محمد بن طغج ، فبلغه ذلك ، فبعث صاعد بن كلملم بمراكب كثيرة من ساحل الشام ، وسار هو في البر ، فقدمت عساكره مصراً براً وبحراً ، ووصل صاعد إلى الجيزة في يوم الخميس لخمس بقين في شعبان ، وأقام خمسة أيام ، وأحرق الجسر ، ووصل الإخشيد إلى مصر فلقيه محمد بن علي الماذرائي الوزير واحمد بن كيغلغ ومحمد بن عيسى النوشري وبرزوا لقتاله ، فلما تصافوا للقتال انحاز أحمد بن كيغلغ وانضم إلى الإخشيد ، وقاتل الماذرائي وابن النوشري قتالاً شديداً ، ثم انهزما إلى الفيوم .
ودخل الإخشيد مصر بعد القتال في يوم الأربعاء لسبع بقين من شهر رمضان من السنة ، فندب صاعداً لقتال الماذرائي وابن النوشري ، فوقع بينهما حرب انجلت عن قتل صاعد وهرب النوشري إلى برقة ، وراسل القائم صاحب إفريقية يطلب نجدة ، فسير إليه عسكراً عليه أبو تازرت فدخلوا الإسكندرية وملكوها ، فخرج إليهم أبو المظفر الحسين بن طغج ومعه صالح ابن نافع ، ووقع القتال ، فانهزم النوشري وعسكر المغاربة ، وقتلوا أبو تازرت ، وأسر عامر المجنون ، وجماعة منهم ، وأما محمد بن علي الماذرائي الوزير فإنه استتر ، ودام استتاره على أن دخل الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات المعروف بابن حنزابة وتلقاه الإخشيد ، وزينت له مصر ، فأخرجه . ثم وصل التقليد من دار الخلافة لمحمد بن طغج في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة .
وفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة نعت الخليفة الراضي بالله محمد بن ظغج بالإخشيد بسؤال منه في ذلك . ومعنى الإخشيد ملك الملوك . وفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة خرج الإخشيد إلى الشام واجتمع بالخليفة المتقي بالله بالرقة ، وخدمه ومشى بين يديه ، وسأله المسير معه إلى مصر وخوفه من توزون التركي ، فلم يقبل منه . فضم إليه الإخشيد عسكراً وقائداً من قواده ورجع الإخشيد إلى الشام ، ثم إلى مصر . وولاه المتقي مصر والشام والحرمين ، وعقد لولديه

الصفحة 26