كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 260 """"""
بأحسن الأثمان . واعرف بلداً يسمى رمدان من بلاد البلقاء بالقرب من الرقيم والجادية وسنجاب اشتراها الملك المنصور حسام الدين لاجين المنصوري لما كان ينوب عن السلطنة في الشام ، من الورثة الأسدية بسبعمائة درهم فلما مات وانتقل بعض ميراثه إلى السلطان الملك الناصر بالولاء الشرعي . وكنت أباشر ديوانه بالشام ، حصلت من مغل هذه البلدة في سنة إحدى وسبعمائة ما أبيع بنيف وعشرين ألف درهم . فانظروا هذه التفاوت العظيم .
ذكر غزوات الملك الناصر وما افتتحه من بلاد الفرنج
وقد رأيت أن أفرد غزوات الملك الناصر وفتوحاته ونكايته في الفرنج ، ولا أضم ذلك إلى غيره من أخباره ، لأن فيه ما يدل على قوة الإسلام ، وأن الله تعالى لم يزل يؤيد هذا الدين من عباده بمن يناضل عنه ، ويحمي حوزته ، ويذب عن أهله ، ويستأصل شأفة عدوهم .
ونذكر ذلك على الترتيب .
فكان أول ذلك وصول الفرنج على ثغر دمياط ورجوعهم عنه .
كان وصل الفرنج ، خذلهم الله تعالى ، إلى ثغر دمياط في صفر سنة خمس وستين وخمسمائة ، 119 فحاصروا الثغر وكان سبب ذلك أن أسد الدين شيركوه لما ولي الوزارة للخليفة العاضد لدين الله خافه فرنج الساحل ، فكاتبوا أهل صقلية والأندلس من الفرنج يستمدونهم ويخبروهم أن أسد الدين قد ملك الديار المصرية ، وأنهم لا يأمنونه على البيت المقدس ، فأمدوهم بالمال والرجال والسلاح ، فنازلوا دمياط وضيقوا على أهلها ، فأرسل الملك الناصر إليهم العساكر براً وبحراً ، وكتب إلى الملك العادل نور

الصفحة 260