كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 263 """"""
العدو أراد بعض الأمراء أن ينقل الميمنة إلى الميسرة إلى القلب ، فلما اشتغلوا بهذه التعبئة هجم عليم الفرنج ، فانكسروا وطلبوا الديار المصرية ، وضلوا الطريق ، وعاد السلطان ومن معه إلى القاهرة في يوم الخميس منتصف الشهر .
ذكر وقعة مرج عيون وانهزام الفرنج واسر ملوكهم
كانت هذه الوقعة في يوم الأحد لثمان خلون من شهر المحرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة ؛ وكان الفرنج في عشرة آلاف مقاتل . فلما التقوا مع المسلمين انهزم ملكهم مجروحاً عند اللقاء وأسر منهم جماعة منهم : مقدم الداوية ، ومقدم الإستبارية وصاحب طبرية ، وأخو صاحب جبيل ، وابن القومصية ، وان بارزان صاحب الرملة ، وصاحب جينين ، وقسطلان يافا ، وابن صاحب مرقية وعدة خيالة من القدس وعكا وغيرهم من المقدمين الأكابر زادت عدتهم على مائتين وسبعين ، سوى غيرهم ، فنقلهم السلطان إلى دمشق .
فأما ابن بارزان فإنه بذل في نفسه مائة ألف دينار وخمسين ألف دينار صورية ، وإطلاق ألف أسير من المسلمين ، والتزم بفكاك الفقيه عيسى الهكاري ، وأما ابن القومصية فافتكته أمه بخمس وخمسين ألف دينار صورية ، وأما مقدم الداوية فإنه هلك ، فطلبت جثته بإطلاق ألف أسير من مقدمي المسلمين .

الصفحة 263