كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 264 """"""
قال : وفي هذا اليوم ظفر الأسطول المصري ببطشة كبيرة للفرنج . فاستولى عليها وعلى أخرى وعاد إلى الثغر بألف أسير . والله أعلم .
ذكر هدم بيت الأحزان
كان الفرنج قد عمروا حصن بيت الأحزان في مدة مقام الملك الناصر على بعلبك واشتغاله بأمرها ؛ فبنوه على مخاضة بيت الأحزان ، وبينه وبين صفد وطبرية نصف يوم . وكان في بنائه ضرر عظيم على المسلمين ، فبذل لهم الملك الناصر في هدمه مائة ألف دينار فأبوا ذلك ، فجهز إليه الجيش فوصل إلى المخاضة يوم السبت لإحدى عشر ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين ، والحصن مبنى دونها من الغرب ، فنصبوا عله المجانيق بعد العصر من يوم الأحد ، فما جاء الليل إلا وقد استولوا على الباشورة ، ثم أدار حوله النقوب ، فاستمرت إلى يوم الخميس ، لست بقين من الشهر ، فهدم الجدار ، ودخل العسكر الحصن وغنموا ما فيه ؛ فكان ما غنموه من أنواع السلاح الجديدة مائة ألف قطعة ؛ واسروا سبعمائة أسير ، ومن أسرى المسلمين مائة . ثم هدم الحصن إلى الأساس ، وكان سمكه عشرة أذرع .
قال : ولما عمر الفرنج بيت الأحزان قال النشو أحمد الدمشقي
هلاك الفرنج أتى عاجلاً . . . وقد آن تكسير صلبانها
ولو لم يكن قد دنا حتفحها . . . لما عمرت بيت أحزانها
ذكر مسيره الملك الناصر إلى بلاد الأرمن
121 - وفي سنة ست وسبعين وخمسمائة ، توجه الملك الناصر إلى بلاد الأرمن ، وذلك أن ابن لاوون ملك الأرمن كان قد استمال قوماً من التركمان ، فلما أتوه ، وهم آمنون أسرهم ، فدخل الملك الناصر إلى بلاده واستولى على قلعة تعرف بالمانقير ، وهدمها

الصفحة 264