كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 266 """"""
وقاتلهم ، فظفر بهم وقتل أكثرهم واسر من بقي ، وأرسل بعضهم إلى منى لينحروا بها عقوبة لهم على قصدهم البيت الحرام وعاد إلى مصر ببقية الأسرى ، فقتلوا .
ذكر الإغارة على الغور
قال : ولما ملك الملك الناصر حلب وعاد إلى دمشق ثم رحل منها في ثامن جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وخمسمائة نزل على بيسان فوجد أهلها قد ارتحلوا عنها ، فنهبها العسكر الناصري وتقووا بما فيها ، وحرقوا ما لم يمكنهم أخذه وسار بهم حتى أتى الجالوت ، وهي قرية عامرة وعندها عين جارية ، فعبأ أصحابه للقتال ، ورحل إلى الفولة ، ووقع القتال بينه وبين الفرنج ، وكان الظفر لهم ، ثم عاد إلى دمشق ، فوصل إليها في يوم الخميس الرابع والعشرين من جمادى الآخرة من السنة .
وتوجه إلى الكرك في هذه السنة وعاد .
ثم جمع العساكر المصرية والحلبية وغيرها وقصد الكرك في سنة ثمانين وخمسمائة ، وهي الدفعة الثانية ؛ فجمع الفرنج فارسهم وراجلهم للذب عنها ، ففارقها السلطان ، وجهز طائفة إلى نابلس فنهبوها وعادوا إليه .
ذكر غزوة الكرك والشوبك وفتح طبرية ومجدل يابا ويافا
قال العماد الأصفهاني في البرق الشامي : وفي سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة برز الملك الناصر من دمشق في أول المحرم ، في العسكر العرمرم ومضى بأهل الجنة لجهاد أهل جهنم ، فلما وصل إلى رأس الماء أمر ولده الأفضل بالمقام عندها ليجتمع الأمراء الواصلون من الجهات ، وسار السلطان 122 إلى بصرة ، ومن ثم منها إلى الكرك ، ورعى الزورع وقطع الأشجار ، ثم سار إلى الشوبك وفعل مثل ذلك ، ووصل إليه العسكر المصري ففرقه على قلعتي الكرك والشوبك ، وأقام إلى أن انقضى من السنة شهران ، والملك الأفضل مقيم رأس الماء ، وقد اجتمعت عنده العساكر ، فتقدم إلى

الصفحة 266