كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 268 """"""
قال : وبات السلطان بالمنزلة ، ونزل يوم الأحد على طبرية وتسلم قلعتها في بقية يومه ، وأقام بها إلى يوم الثلاثاء .
قال : ولما يسر الله هذا الفتح كتب السلطان إلى أخيه الملك العادل سيف الدين بمصر يبشره به ، وأمره بالمسير إلى بلاد الفرنج من جهة مصر بمن بقي لديه من العساكر ، ومحاصرة ما يليه منها ؛ فسارع إلى ذلك ، وسار ونازل حصن مجدل يابا وفتحه ، وغنم ما فيه ، ثم سار إلى يافا وفتحها عنوة ، وقتل وسبى ، وأسر وغنم . .
ذكر فتح عكا ونابلس وحيفا وقيسارية وصفوريه والناصرة ومعليا والفولة والطور الشقيف وغير ذلك
.
قال ابن شداد : ثم رحل السلطان طالباً عكا ، وكان نزوله عليها في يوم الأربعاء سلخ شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين ، وقاتلها بكرة الخميس مستهل جمادى الأولى ، فأخذها ، واستنفد من كان فيها من الأسرى ، وكانوا زهاء أربعة آلاف ، واستولى على ما فيها من الأموال والذخائر .
ثم تفرقت العساكر في بلاد الساحل فأخذوا نابلس ، وحيفا ، وقيسارية ، وصفورية ، والناصرة ، ومعليا ، والفولة ، والطور ، والشقيف ، وقلاعاً على هذه كثيرة ، وكان ذلك لخلوها من الرجال فإنهم عمهم القتل والأسر .
ذكر فتح تبنين وصيدا وصرفند وبيروت وجبيل
قال : ثم أرسل السلطان بن أخيه تقي الدين إلى تبنين ، فضايقها ، وكتب إلى السلطان أن يأتيه بنفسه ، فوصل إليها ونازلها يوم الحادي عشر من جمادى الأولى ، فسأل من بها من الأمان واستمهلوا خمسة أيام لينزلوا بأموالهم ، وأطلقوا الأسرى ، فخرجوا إليه ، واستمهلوا خمسة أيام لينزلوا بأموالهم ، وأطلقوا الأسرى ، فخرجوا إليه ، فسر بهم وكساهم ، وخلص في تلك السنة 123 من الأسرى أكثر من عشرين ألف أسير ، ووقع في أسره من الكفار مائة ألف .
قال : ثم رحل السلطان من تبنين إلى صيدا ، فاجتاز في طريقه بصرفند فأخذها بعد قتال .

الصفحة 268