كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 269 """"""
ثم سار إلى صيدا ، ففارقها صاحبها وتركها خالية ، فتسلمها ساعة وصوله إليها لتسع بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين .
وسار من يومه نحو بيروت فقاتل أهلها على سورها وظنوا انهم قد قدروا على حفظه ، فدخلها المسلمون من الجانب الآخر ، فسألوا الأمان فأمنهم على أنفسهم وأموالهم ، وتسلمها في التاسع والعشرين من الشهر .
وأما جبيل فكان صاحبها في جملة الأسرى الذين نقلوا إلى دمشق ، فسأل إطلاقه ، وتسليمها ، فأحضره مقيداً ، فسلم البلد وأطلق أسرى المسلمين ، وأطلقه السلطان .
ذكر فتح عسقلان وما يجاورها
قال : وسار السلطان إلى عسقلان والرملة وغزة والدروام وغير ذلك .
فنزل على عسقلان في يوم الأحد سادس جمادى الآخرة ، ونصب عليها المجانيق ، فسلموها على خروجهم بأموالهم سالمين وذلك في يوم السبت سلخ جمادى الآخرة .
ثم تسلم حصون الداوية وهي غزة ، والداروم ، والرملة ، وتبنى ، وبيت لحم ، ومشهد الخليل ، ولدّ ، وبيت جبريل .
قال : وكان الفتح بين عسقلان وأخذ الفرنج لها من المسلمين خمس وثلاثون سنة ، فإن العدو استولى عليها في السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة .
قال العماد : وفوض السلطان القضاء والحكم الخطابة وجميع المناصب الدينية بمدينة عسقلان وأعمالها إلى جمال الدين عبد الله بن عمر الدمشقي ، وهو المعروف بقاضي اليمن .
ذكر فتح بيت المقدس
قال المؤرخ : لما فرغ السلطان الناصر من أمر عسقلان وما يجاورها سار

الصفحة 269