كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 27 """"""
من بعده ، أنوجور وعلي ، على أن يكلفهما كافور الخصي ، وكان عود الإخشيد إلى مصر يوم الأحد الثالث عشر من جمادي الأولى ، وأخذ البيعة على الناس لولده أبي القاسم أنوجور لليلتين بقيتا من ذي العقدة منها .
ذكر مسير الإخشيد إلى الشام ووفاته وشيء من أخباره وسيرته
وفي خامس شعبان سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة خرج الإخشيد إلى الشام والتقى بأصحاب ابن حمدان ، على اللد ، وهزمهم ، ثم سار إلى حمص وقاتل سيف الدولة بن حمدان ، ومضى إلى حلب ، ثم وقع الصلح بينهما ، وتسلم الإخشيد من سيف الدولة حلب وإنطاكية ، وتزوج سيف الدولة بنت عبيد الله بن طغج الإخشيدي ثم عاد الإخشيد إلى دمشق فتوفي بها في يوم الجمعة لثمان بقين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، وكان عمره ستاً وستين سنة وخمسة أشهر وسبعة أيام ، وكانت مدة ولايته الثانية من لدن دخوله مصر وإلى حين وفاته إحدى عشرة سنة وثلاثة أشهر إلا يوماً واحداً .
قال التنوخي : وكان الإخشيد حازماً شديداً ، يتيقظ في حروبه ، حسن التدبير ، مكرماً للأجناد ، أيّداً في نفسه ، لا يكاد يجر قوسه الأفذاذ من الناس لقوته ، حسن