كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 272 """"""
عن أيدي الفرنج سار إلى صور وملكها ، وأنفق ما معه على من بها ، فقوي أمره وانحاز إليه جميع من خلص بالأمان من سائر البلاد ، فأنفق على سور صور وخنادقها ، وعمقها ، فصارت كالجزيرة في البحر لا يمكن الوصول إليها .
فوصل الملك الناصر إلى عكا في مستهل شهر رمضان ، فأصلح من شأنها ، ثم رحل عنها ونازل صور في تاسع شهر رمضان ونزل على نهر بالقرب من البلد ، ثم نزل على تل يقارب صور في الثاني والعشرين من الشهر ، وقسم القتال على العسكر لكل جمع منهم وقت معلوم . واستدعى الأسطول المصري ، وكان بعكا ، فجاءته عشر شوان ، وكان للفرنج في البحر مراكب فيها رماة الجروخ والزنبوركات يرمون من دنا براً بحراً ؛ ثم أغفلوا أمرهم فملك الفرنج من الشواني خمسة وأسروا مقدمها .
ثم كانت حروب كثيرة ووقائع ثم رحل السلطان عنها في آخر شوال ، وهو أول كانون وسار إلى عكا ، وأذن للعساكر بالعود إلى أوطانهم للراحة في الشتاء والعود في الربيع ، فعادت عساكر الشرق والموصل والشام ومصر ، وبقي السلطان في عكا في حلقته وخاصته ، ورد أمرها إلى الأمير عز الدين جرديك .
ذكر فتح هونين
قال المؤرخ : كان السلطان لما فتح تبنين امتنع من بهونين من تسليمها ، وهي من أحصن القلاع وأمنعها ، فرتب من يحاصرها ؛ فطلب من بها الأمان لما كان السلطان يحاصر صور ، فأمنهم ، ونزلوا منها وتسلمها ، واتفق أن فتح هذه المدن والحصون جميعها من جبلة إلى سرمينية ، مع كثرتها ،

الصفحة 272