كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 273 """"""
كان في ست جمع مع أنها في أيدي أشجع الناس ، 125 وأشدهم عدواة للمسلمين ، فيسر الله فتحها ايسر مدة .
ذكر فتح حصن برزية
قال : ولما رحل السلطان من قلعة الثغر سار إلى قلعة برزية ، وبحصانتها يضرب المثل ، وهي تقابل حصن أفاميا ، وتناصفها في أعمالها ، وبينهما بحيرة تجتمع من ماء العاصي ، ومن عيون تنفجر من جبل برزية وغيره .
وكان أهلها أضر شيء بالمسلمين يقطعون الطريق ويبلغون في الأذى .
فنزل السلطان شرقها في رابع عشري الشهر ، وركب من الغد وطاف عليها لنظر موقعاً يقاتلها منه ، فلم يجد إلا من جهة الغرب ، وهذه القلعة لا يمكن أن تقاتل من جهتي الجنوب والشمال البتة ، فإن جبلها لا يصعد إليه من هاتين الجهتين ؛ وأما الجانب الشرقي فيمكن الصعود منه لغير مقاتل لصعوبته وارتفاعه ؛ وأما جهة الغرب فإن

الصفحة 273