كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 275 """"""
القلعة ، وتسلمها السلطان وأمر بتخريبها فخربت .
ذكر الهدنة بين المسلمين وبين صاحب إنطاكية
قال : ولما فتح السلطان بغراس قصد حصار إنطاكية فجاءته رسل بيمند وسأله الهدنة ثمانية أشهر بحيث يطلق جميع ما عنده من أسرى المسلمين ، فاستشار السلطان أصحابه ، فأشار أكثرهم بذلك ليستريح العسكر ويجددون 126 ما يحتاجون إليه ، فأجاب إلى ذلك ووقعت الهدنة ثمانية أشهر أولها تشرين الأول .
وتوجه السلطان إلى حلب فوصل إليها في ثالث شعبان ، وفرق العساكر الشرقية : عماد الدين زنكي بن مودود صاحب سنجار ، وعسكر الموصل ، وغيرهما ، ثم رحل إلى دمشق فدخلها في أول شهر رمضان من السنة .
ذكر فتح الكرك والشوبك وما يجاورهما
قد ذكرنا أن السلطان قد جعل على الكرك من يحاصرها وهو سعد الدين كمشبه ، في أول سنة أربع وثمانين ، فلازم الحصار هذه المدة الطويلة حتى نفذت ذخائر الفرنج ، وأكلوا داوبهم ، فراسلوا الملك العادل أخا السلطان . وكان السلطان قد جعل بتلك النواحي في جمع من العسكر ، وسألوه الأمان ، فأجابهم إلى ذلك ، وأرسل إلى سعد الدين مقدم العسكر فتسلم القلعة منهم وأمنهم .
وتسلم أيضاً ما قارب هذا الحصن من الحصون وهو الشوبك وهرمز ، والوعيرة ، والسلع فأمنت القلوب من تلك الجهة .
ذكر فتح قلعة صفد
قال : ولما وصل السلطان إلى دمشق أشير عليه أن يفرق العساكر ، فقال : إن العمر قصير والأجل غير مأمون ، وقد بقي بيد الفرنج هذه الحصون : صفد والكواكب ، ولا بد من الفراغ من ذلك فإنهما في وسط بلاد الإسلام ، وأقام بدمشق إلى منتصف شهر رمضان من السنة ، وسار إلى قلعة صفد ، فحصرها ونصب عليها المجانيق ، وداوم الرمي ليلاً ونهاراً ، فسألوا الأمان ، فأمنهم وتسلمها ، وخرج أهلها إلى صور .

الصفحة 275