كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 282 """"""
وبين المسلمين إن قصدوهم وعملوا سوراً من تراب ، وجاءوا بما لم يكن بالحسبان ، هذه والسلطان قد اشتد به المرض فلم يستقل منه إلى أن تكامل حفر الخندق وعمل السور من ترابه .
ذكر وصول العسكر المصري في البر والأسطول في البحر
قال : وفي منتصف شوال سنة خمس وثمانين وصلت العساكر المصرية ومقدمها الملك العادل سيف الدين ، فلما وصلت قويت قلوب الناس ، وأحضر من آلات الحصار شيئاً كثيراً . ثم وصل بعده الأسطول المصري في خمسين قطعة ومقدمهم الأمير حسام الدين لؤلؤ ، وكان شهماً شجاعاً ، مقداماً ميمون النقيبة ، خبيراً بقتال البحر ؛ فوصل بغتة فوقع على بطشة كبيرة للفرنج ، فغنمها وأخذ ما فيها من الأموال الكثيرة والميرة ، وعبر بذلك إلى عكا ؛ فسكنت نفوس الناس بذلك .
وقال العماد : أنه ظفر ببطشتين .
ذكر خبر ملك الألمان وما كان من أمره إلى نهايته
قال العماد الأصفهاني : ونمى الخبر بوصل ملك الألمان إلى قسطنطينية في ثلاثمائة ألف مقاتل على قصد العبور إلى بلاد الإسلام . فاستنفر الملك الناصر الجيوش والعساكر من كل جهة ، وجهز القاضي بهاء الدين شداد وأمره بالمسير إلى الديوان العزيز ببغداد وأن يمر على صاحب سنجار ، وصاحب الموصل ، وصاحب إربل ، ويستدعيهم بأنفسهم وعساكرهم .
قال ابن شداد : فسرت في حادي عشر شهر رمضان سنة خمس وثمانين

الصفحة 282