كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 29 """"""
ذكر قيام أبي نصر غلبون بن سعيد المغربي وما كان من أمره
كان قيامه في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، وكان يتولى عمل أسيوط وأخميم من صعيد مصر ، فعزله 18 كافور عنها وهو بالشام فامتنع وطمع لخلو البلاد من الأستاذ كافور ، فندب إليه عسكراً فهزمهم علبون وهزم عسكراً ثانياً وتقوى بمن أخذه منهم ، ثم سار إلى الشرقية ، في أواخر السنة ثم سار منها ونزل على بركة الجيش فخرج إليه جماعة من الإخشيدية فهزمهم . فرحل عند ذلك أبو القاسم أنوجور وأخوه وأهلهما ، والوزير إلى الشام ، وأخليت دار الإمارة ، فدخل علبون مصر وسير عسكراً إلى أبي القاسم أتبعه إلى مسجد تبر . ومسك الوزير محمد ين الماذرائي وجيء به إلى علبون ، فلما رآه أطلقه .
وسار أبو القاسم نحو الشام ، فلقيه مرتاح الشرابي في أثناء الطريق ، وقد قدم من قبل كافور في جماعة من الإخشيدية ، فرده . فعاد أبو القاسم إلى مصر بالعسكر فوجدوا علبون قد تفرق عنه أصحابه في البلد ، فحاربهم نفر يسير ، فانهزم . ودخلوا دار الإمارة ، فوجدوا الوزير محمد بن الماذرائي ، فهموا بقتله ، فأخذه القائد مجنح وخبأه عنده ، ونهبت دوره وأحرق بعضها . ووصل الخبر إلى كافور بالشام فقبض على ولده ، واستوزره عوضاَ عنه أبا الفضل جعفر بن الفرات المعروف بابن حنزابة ، ثم قدم الأستاذ كافور من الشام في شهر رمضان ، سنة ست وثلاثين ، فأطلق الوزير ابن الماذرائي وأكرمه ، ورد عليه ضياعه وأملاكه ، واستوزر محمد بن علي بن مقاتل .