كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 292 """"""
ثم رحل السلطان عنها يوم الثلاثاء ، ثاني شهر رمضان فنزل على الرملة يوم الأربعاء ، وأمر بتخريب حصنها وتخريب كنيسة لد . وركب جريدة إلى القدس الشريف ، فوصل إليه في يوم الخميس وفي يوم الجمعة ثاني عشر شهر رمضان من السنة كانت بينهم وقعة انتصر فيها المسلمون .
قال : ثم سار السلطان إلى الرملة في سابع شوال وأقام بها عشرين يوماً ، فجرت وقعات ، منها وقعة في ثامن شوال ، وفي سادس عشره ، والدائرة فيها على العدو .
وفي ثامن عشر شوال اجتمع الملك العادل والإنكلتير على طعام ، وانفصلا على توادد ، وسأله الاجتماع بالسلطان فامتنع السلطان من ذلك .
ثم رحل الفرنج في ثالث ذي القعدة إلى الرملة ، وأظهروا قصد بيت المقدس والحرب مستمرة بين المسلمين وبينهم . ورحل السلطان إلى القدس في الثالث والعشرين من ذي القعدة بنية المقام به ، وشرع في تحصينه .
ذكر وقوع الصلح والهدنة العامة بين المسلمين والفرنج
قال : ولم تزل الحرب قائمة والمراسلات متصلة بينهم على طلب الصلح ، والسلطان لا يرضى بما يختارونه ، وهم لا يوافقون على ما يريده السلطان ، إلى الحادي والعشرين من شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ، فوقعت هدنة عامة في البر والبحر ، وجُعل لهم من يافا إلى قيسارية إلى عكا إلى صور ، وأدخلوا في الصلح طرابلس وإنطاكية . وأخرج من عمل يافا الرملة ومجدل يابا ومن عمل عكا الناصرة وصفورية واشترط خراب عسقلان . ووقعت المصالحة مدة ثلاث سنين وثلاثة أشهر ، أولها مبتدأ أيلول الموافق لهذا التاريخ ، وذلك بعد سؤال ملك الإنكلتير وتكرار رسائله .
قال : ثم أمر السلطان أن ينادى في الطرقات والأسواق : ألا إن الصلح قد انتظم ،

الصفحة 292