كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 293 """"""
فمن شاء من بلادنا يدخل بلادهم ومن شاء من بلادهم يدخل بلادنا فليفعل .
ووقع له عزم الحج في ذلك المجلس .
ثم أمر بإرسال مائة نقاب لتخريب سور عسقلان وإخراج الفرنج منها ، فخربت . وكان يوم الصلح يوماً مشهوداً واختلط العسكران .
ثم اشتد المرض بالإنكلتير فرحل ليلة الأربعاء التاسع والعشرين من شعبان وسار معه الكندهري إلى جهة عكا ، ولم يبق بيافا إلا مريض أو عاجز . ثم أذن السلطان للناس في الرجوع إلى أوطانهم ، فسار عسكر إربل والموصل وسنجار ، وقوي عزمه على الحج .
ثم عاد السلطان إلى القدس ورتب أحواله وعين الكنيسة التي في شارع قمامة للبيمارستان ونقل إليه العقاقير والأدوية ، وأدار سور القدس . وأقام بالقدس إلى يوم الأربعاء رابع شوال ، وخرج في يوم الخميس خامس الشهر قاصداً دمشق . فلما انتهى إلى طبرية وصل إليه بهاء الدين قراقوش الأسدي وقد خلص من الأسر ، فاستصحبه معه وكشف القلاع والحصون ، ودخل إلى دمشق في يوم الاثنين السادس عشر من شوال سنة ثمان وثمانين وخمسمائة : وجلس الناس يوم الخميس ، وأنشده الشعراء ، وكان مجلساً عاماً ، وعم الناس فيه بعدله . ولم يزل كذلك إلى أن مات ، رحمه الله تعالى .
ذكر وفاة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب
كانت وفاته رحمه الله تعالى بعد صلاة الصبح يوم الأربعاء لثلاث بقين من صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة .
وكان مولده بقلعة تكريت في شهور سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ، فكان عمره سبعاً وخمسين سنة تقريباً . ومدة ملكه منذ ولي وزارة العاضد لدين الله ولقب بالملك الناصر لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وستين وخمسمائة وإلى هذا التاريخ أربعاً وعشرين سنة وثمانية أشهر وخمسة أيام ، ومنذ خلع العاضد في سابع المحرم سنة سبع وستين وخمسمائة اثنتين وعشرين سنة وشهراً واحداً وعشرين يوماً .

الصفحة 293