كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 297 """"""
ذكر استيلاء الفرنج على جبيل
كان استيلاؤهم على حصن جبيل في مستهل صفر سنة تسعين وخمسمائة بمواطأة ممن كان فيه . وذلك أن الحصن كان عدة من فيه خمسة عشر رجلاً ، فندب متولي البلد منهم عشرة لجباية الجزية ، وخرج متولي الحصن إلى الحمام ، فاستصحب أحد الخمسة الذين تأخروا بالحصن معه ، وبقي به أربعة من الأكراد ، فأغلقوا باب الحصن . وتوجه أحدهم إلى الفرنج الذين بالتيرون فأخبرهم بخلو الحصن ، وكان به حداد نصراني ، فصعد هو والثلاثة إلى أعلى الحصن . فلما عاد الوالي منعوه من الدخول ورموه بالحجارة ، فكسروا يده ، وقالوا هذه القلعة قد صارت للقومص . وجاء أهل التيرون بالليل فطردوا من كان بالباشورة من المسلمين .
ووصل ابن ريمون صاحب جبيل وتحدثوا مع الأكراد ، فنزل أحدهم إليهم وقرر معهم أن يعطوا نصف ما بالحصن من سائر الحواصل وغيرها ، وأن تكون لهم ثلاثة ضياع من عمل طرابلس ، واستحلفهم على ذلك . وتسلموا الحصن ، فرتب الفرنج فيه من الجرخية ألفاً وخمسين جرخياً .
فلما اتصل الخبر بالسلطان الملك العزيز عظم عليه ، وأخرج خيامه في يوم الأحد العشرين من شهر ربيع الأول ، وأمر بالاستعداد للخروج إلى الشام لاستنقاذ جبيل من الفرنج ، وأرسل شمس الخلافة رسولاً إلى الفرنج بسبب إعادة جبيل فتوجه في سادس عشر شهر ربيع الآخر .
وفي سنة تسعين وخمسمائة ، لسبع بقين من شهر ربيع الأول ، عُزل القاضي صدر الدين بن درباس وفوض القضاة بالديار المصرية للقاضي زين الدين أبي الحسن علي بن يوسف بن عبد الله بن رمضان الدمشقي ، فولي سنة وعُزل في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ، وأعيد القاضي صدر الدين . وقيل بل ولي القاضي محي الدين محمد بن عبد الله بن أبي عصرون ، وعُزل في يوم الأحد سادس عشر المحرم سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة . وأعيد القاضي زين الدين الدمشقي فولي سنة ، ثم عزل وأعيد القاضي صدر الدين إلى أن توفي في سنة خمس وستمائة والله أعلم .
ذكر مسير الملك العزيز إلى الشام ذكر والصلح بينه وبين أخيه الملك الأفضل وعوده إلى القاهرة
قال : وفي تاسع عشر شعر ربيع الآخر سنة تسعين وخمسمائة توجه الملك العزيز

الصفحة 297