كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 304 """"""
ذكر استيلاء الفرنج على بيروت
وفي يوم الجمعة عاشر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ملك الفرنج مدينة بيروت من المسلمين وسبب ذل أن فرنج الساحل راسلوا ملك الألمان في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ، وكان قد ملك جزيرة صقلية ، وعرفوه أن المسلمون قد اشتغلوا بحرب بعضهم بعضاً ، فأقبل في مراكبه إلى عكا . وصادف ذلك سقوط الكندهري ملك عكا من شباكٍ فهلك ، فملك ملك قبرص عكا ، وخرج إلى بيروت فملكها من المسلمين ، وكان بها عز الدين أسامة . فعمرها الفرنج ولم تزل بأيديهم إلى أن فتحها الملك الأشرف في سنة تسعين وستمائة ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخبار دولة الترك .
وفيها خرجت المراكب الحربية لقصد بلاد الفرنج ، فوجدوا بطشاً للفرنج فملكوها ، فوجد المسلمون فيها أموالاً جليلة .
وفيها أنشأ الأمير فخر الدين إياز جهاركس الناصري القيسارية المعروفة به بالقاهرة المحروسة ، وجاءت من أحسن الأبنية .
ذكر وفاة سيف الإسلام بن أيوب ملك اليمن وملك ولده شمس الملوك
وفي يوم الأربعاء الثالث من شوال سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة توفي الملك العزيز سيف الإسلام طغتكين بن أيوب ، أخو السلطان الملك الناصر صلاح الدين بالمنصورة التي أنشأها باليمن . وكان قد طرد ولده شمس الملوك إسماعيل إلى

الصفحة 304