كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 306 """"""
ماردين فاجتمعت الأمراء الصلاحية وعقدوا الأمر لولده ولقبوه بالملك المنصور ، وكان قبل ذلك يلقب بالناصر وإنما تركوا الناصر لموافقته لقب الخليفة وركب في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من المحرم ، وشق القاهرة من باب زويلة إلى باب النصر ، والأمراء في خدمته . وكتب الأمراء إلى الملك العادل يعزونه في ابن أخيه الملك العزيز ، ويذكرون اتفاقهم على تنصيب ولده في السلطنة بعده ، وأنهم على طاعة الملك العادل .
ثم اجتمع الأمراء الأسدية والصلاحية بظاهر القاهرة وقالوا : إن الذي فعلناه من حفظ الملك العزيز في ولده هو نعم الرأي ، وإنما هو صغير السن لا يفهم ما يقال له ، ولا يقوم بأعباء الملك ، ولا بد لنا من كبير من هذا البيت يربيه ويكفله ويدبر أحوال الدولة ، وليس أن يكتبوا إليه ويستدعوه فكره بعضهم شدة أخلاقه ومماقتته للجند فعدلوا عنه واتفقوا على استدعاء الملك الأفضل من صرخد .
وأن يتولى أتابكية الملك المنصور وأن ينوب عن الأفضل إلى حين وصوله ، أخوه الملك الظافر خضر ، فاستقر ذلك .
وكتبوا إلى الأفضل وذلك في يوم الخميس سادس عشر صفر من السنة ونزل الملك الظافر بدار السلطنة في القاعة العزيزية ، وقام بنيابة السلطنة .
قال : ولما وصل كتاب الأمراء إلى الأفضل خرج من صرخد في ليلة الأربعاء التاسع والعشرين من صفر ، وسلك البرية إلى البيت المقدس .
ذكر وصول الملك الأفضل إلى القاهرة واستقراره في تدبير دولة المنصور
كان وصوله إلى القاهرة في يوم الخميس السابع من شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وخمسمائة ، فبرز الناس للقائه ، وزينت المدينة ، لقدومه . ولما دخل أقر الخطبة باسم الملك المنصور ابن أخيه ، ونقش السكة باسمه ، وكان الأفضل يذكر بعده . وكتب إلى عمه الملك العادل يبذل له الطاعة والانقياد إلى أمره .

الصفحة 306