كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 307 """"""
قال : ولما وصل الأفضل إلى بلبيس خرج فخر الدين إيازجهاركس وزين الدين قراجا على أنهما يلتقيانه ، فتوجها إلى الملك العادل . ثم خرج في يوم وصوله الأمير شمس الدين سراسنقر بمماليكه وجماعة من أصحابه والتحق بالملك العادل ، وسار إليه ، إلى ماردين .
ذكر مسير الملك الأفضل إلى الشام وحصار دمشق وعوده عنها وخروجه عن الديار المصرية
قال : ولما استقر الأفضل في تدبير الدولة بالديار المصرية ، ولم يبق للملك المنصور معه إلى الشركة في الخطبة ، حمله أصحابه على قصد دمشق وحصرها ، وقالوا : هي لك بوصية أبيك الملك الناصر . فعزم على المسير إليها ، وأمر العساكر بالاستعداد لذلك . وبرز إلى المخيم ببركة الجب ، هو وابن أخيه الملك المنصور ، في يوم السبت العشرين من جمادى الأولى من السنة واستحث العسكر على الخروج .
وصل إليه في يوم الأربعاء ، السادس من جمادى الآخرة ، رسول من أخيه الملك الظاهر صاحب حلب وهو يلومه على إنفاذ الرسل بالطاعة للعادل ، ويقول : إن أكثر الناس كانا منصرفين عنه فانصرفوا إليه ، وحثه على سرعة قصد دمشق ، ويقول : اغنم الفرصة ما دام العادل في حصار ماردين ، ووعده بالوصول إليه فأكد ذلك ما عنده ، وأقام ببركة الجب وهو يحث العسكر على سرعة الحركة ، إلى ثاني شهر رجب فرحل عنها .
وفي مدة مقامه ببركة الجب أحضر قاضي القضاة والشهود ، وأشهدهم على نفسه أنه وقف المطرية ومنية الباسل والرباع المسوغة والمستمرة بيد الديوان على عمارة سور القاهرة ومصر والبيمارستان .
قال : ولما وصل الأفضل إلى بلبيس احتاط على ما كان باسم العادل وإلزامه بالديار المصرية ، وأقطعه ، ثم قبض على أخيه الملك المؤيد وقيده وأعاده إلى القاهرة ، فاعتقل بالقلعة . وتمادى الملك الأفضل في سيره إلى دمشق . هذا ما كان منه . وأما الملك العادل فإن سراسنقر الناصري وصل إليه بماردين واستحثه على العود

الصفحة 307