كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 31 """"""
واختلف في موته ، فقيل إن امرأة أرخت عليه حجر طاحون ، وقيل بل مات حتف أنفه ، واتصل الخبر بالأستاذ كافور فسكن بعد قلق عظيم . والله أعلم .
ذكر وفاة أبي القاسم أنوجور وولاية أخيه أبي الحسن علي بن الإخشيد
كانت وفاته لسبع خلون من ذي العقدة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، وكانت مدة وقوع اسم الملك عليه أربع عشرة سنة وعشره أشهر وأياماً . وكان كافور هو الغالب على أمره والحاكم في دولته ، وليس لأبي القاسم إلا مجرد الاسم .
ولما مات عقدت البيعة بعده لأخيه أبي الحسن في يوم الأحد لثمان خلون من ذي القعدة ، فجرى الأستاذ كافور معه على قاعدته مع أخيه ، وزاد على ذلك بأن حجبه ومنعه من الظهور إلى الناس إلا معه .
ولم يزل الأمر على ذلك إلى أن توفي لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وكانت مدة ملكه خمس سنين وشهرين وأياماً ، وقيل : إن وفاته كانت في هذا التاريخ ، من سنة أربع وخمسين ، وكان مولده لأربع بقين من صفر سنة ست وعشرين وثلاثمائة ، وخلف ولداً واحداً هو أبو الفوارس أحمد .
ذكر ولاية أبي المسك كافور الخصي الإخشيدي واستقلاله بملك مصر بدون شريك أو منازع
.
كانت ولايته بعد وفاة أبي الحسن علي ، ابن سيده ، لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وقيل هذا التاريخ من سنة أربع وخمسين .
قال الفراغاني المؤرخ : لما توفي علي بن الإخشيد استدعاني كافور وقال لي : ما ترى أن تصنع ؟ فقلت له : أيها الأستاذ إن للمرحوم عندك صنائع وآثاراً تنقضي أن ينظر لعقبه ، والرأي عندي أن تنصب أحمد بن الأمير على مكان أبيه ، وتدبر أنت أمور الدولة كما كنت ، فاعتذر بصغره ، فقلت : عقد لأبيه ولم يبلغ سنه ، وأجاز ذلك ثلاثة أئمة :

الصفحة 31