كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 35 """"""
فحسن طالعه عند كافور ، ثم هرب منه وهجاه بما هو مسطر في ديوانه .
ولما مات كافور قام بالأمر بعده أبو الفوراس أحمد بن علي بن الإخشيد محمد بن طغج بن جف ، كانت ولايته بعد الأستاذ كافور لعشر بقين من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، وذلك أن القواد والغلمان الإخشيدية اجتمعوا وتحالفوا ألا يختلفوا ، وعقدوا الرئاسة له ، وهو ابن إحدى عشر سنة ، وجعلوا الخليفة عنه الحسن بن عبد الله ابن طغج ، وهو ابن عم أبيه ؛ وردّوا تدبير العساكر والرجال إلى شمول الإخشيدي ، وتدبير الأموال إلى جعفر بن حنزابة الوزير ؛ وذلك كله قبل دفن كافور .
وأقام الأمر على ذلك ثلاثة أشهر وثمانية عشر يوماً ، واشترك معه ابن عم أبيه الحسن بن عبيد الله بن طغج ، وكان يخطب لهما جميعاً بمصر والشام والحرمين ، يبدأ في الخطبة بأبي الفوارس ويثني بأبي محمد الحسن .
ثم سار الحسن إلى الشام لقتال القرامطة ، وصادر الوزير جماعة من المصريين ، وقبض على يعقوب بن كلس وصادره على أربعة آلاف وخمسمائة دينار ، وقبض على إبراهيم بن مروان النصراني ، كاتب أنوجور وعلى ابني الإخشيد وصادره عشرة آلاف دينار . ولم يقدر الوزير على رضا الإخشيدية والكافورية لتباين أغراضهم ، فاضطرب التدبير على الوزير ؛ واستتر مرتين ، ونهبت داره ودور أصحابه ، فكتب جماعة من وجوه البلد إلى المعز بإفريقية يستدعون منه إنفاذ العسكر .