كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 38 """"""
ذكر أخبار الدولة العبيدية التي انتسب ملوكها إلى الشرف وألحقوا نسبهم بالحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
.
هذه الدولة من الدول التي امتدت أيامها واتسعت ممالكها ، واستولت ملوكها على كثير من الممالك المشهورة شرقاً وغرباً ، ببلاد المغرب ، والديار المصرية ، والبلاد الشامية ، والثغور والعواصم ، وغير ذلك .
وكان ابتداء ظهور هذه الدولة ببلاد المغرب ، وإنما أوردناها في أخبار ملوك الديار المصرية ، وألحقنا ملوكها بملوك هذا الوادي لأن الديار المصرية قاعدة ملكهم وبها قام أكثر ملوكهم .
ولنبدأ بذكر أخبار ملوك هذه الدولة ابتداء أمرهم ، وما قيل في نسبهم وإلى من ينسبون ، وكيف تنقلت بهم الحال إلى أن ملكوا البلاد ، واستولوا على الأقاليم ، ولهذه الدولة أسباب ولوازم وشيعة ، هم الذين مهدوا لهم البلاد ، ووطنوا الممالك ، وهزموا الجيوش ، وفتحوا الأقاليم ، وأبادوا الأبطال ، حتى استقر الملك لملوك هذه الدولة وتسلموه عفواً صفواً .
لا بد لنا أن نبتدئ بذكر أخبارهم ، وما فتحوه واستولوا عليه قبل ظهور المهدي الذي هو أول ملوك هذه الدولة ، ثم نذكر عاقبة أمر من قرر لهم الملك معهم ، ونذكر من ملك من ملوك الدولة واحداً بعد واحد إلى أن انقرضت دولتهم وبادت أيامهم .
فنقول وبالله التوفيق : أول من ملك منهم عبيد الله المنعوت بالمهدي ، ونسب نفسه أنه : عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وأهل العلم بالأنساب من المحققين ينكرون ذلك وينفونه عن

الصفحة 38