كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 40 """"""
الأسفرايني ، وأبو الحسين القدروي ، وغيرهم ، وذلك في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة ، بأمر القدر بالله العباسي .
هذا مع ما ينسب إلى بني بويه من التشيع ، فلنذكر ابتداء أمرهم وأول من قام منهم .
ذكر ابتداء أمرهم وأول من قام منهم
قال أبو أحمد عبد العزيز ين شداد بن الأمير تميم بن المعز بن باديس في كتابه المترجم بالجمع والبيان في أخبار المغرب والقيروان : أول من قام منهم أبو شاكر ميمون بن ديصان بن سعيد الغضبان ، وكان ممن صحب أبا الخطاب محمد بن أبي زينب مولى بني أسد ، فألقوا إلى كل ما اختصوا به أن لك شيء من العبادات باطناً ، وأن الله تعالى ما أوجب على أوليائه صلاة ولا زكاة ولا صوماً ولا حجاً ، ولا حرم عليهم شيئاَ من المحرمات ، وأباح لهم نكاح البنات والأخوات ، وإنما هذه العبادات عذاب على الأمة وأهل الظاهر ، وهي ساقطة عن الخاصة ، يقولون ذلك لمن يثقون به ويسكنون إليه ، ويقولون في آدم وكافة الأنبياء : كذابون محتالون طلاب للرئاسة .
فاشتدت شوكة هؤلاء في الدولة العباسية ، وتفرقوا في البلاد شرقاً وغرباً ، يظهرون التقشف ، والزهد ، والتصوف ، وكثرة الصلاة والصيام ، يعرفون الناس بذلك وهم على خلافه ، ويذكرون أبا الخطاب إلى أن قامت البينة بالكوفة ، أن الخطاب أسقط العبادات وأحل المحارم ، فأخذه عيسى بن موسى الهاشمي ، مع سبعين من أصحابه ، فضرب

الصفحة 40