كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 42 """"""
التستر بالتشيع 23 كما يقول أولاً قلع أصله ، فالله الله أن تظهر ما في نفسك ، والزم التشيع والبكاء على أهل البيت ، فإنك تجد من يساعدك على ذلك من المسلمين ، ويقول : هذا هو الإسلام وسب أبا بكر وعمر ، وادع عليها عداوة الرسول وتغيير القرآن وتبديل الأحكام ، فإنك إذا سببتهما سببت صاحبهما ؛ فإذا استوى لك الطعن عليهما فقد اشتفيت من محمد ، ثم تعمل الحيلة بعد ذلك في استئصال دينه ، ومن ساعدك على هذا فقد خرج من الإسلام من حيث لا يشعر ، ويتم لك الأمر كما تريد ، فقال دندان : هذا هو الرأي .
ثم قال له عبد الله القداح : إن لي أصحاباً وأتباعاً أبثهم في البلاد فيظهرون التقشف والتصوف والتشيع ، ويدعون إلى ما نريده بعد إحكام الأمر ، فاستصوب دندان ذلك وسر به ، وبذل لعبد الفتاح ألفي ألف دينار . فقبل المال وفرقه في كور الأهواز والبصرة وسواد الكوفة ، وبطالقان ، وخراسان ، وسلمية من أرض حمص .
ثم مات دندان فخرج عبد الله القداح إلى البصرة وسواد الكوفة ، وبث الدعاة ، وتقوى بالمال ، ودبر الأمر . وحكى الشريف أبو الحسين محمد بن علي الحسين المعروف بأخي محسن في كتابه أن عبد الله بن ميمون هذا كان قد نزل عسكر مكرم فسكن بساباط أبي نوح ، وكان يتستر بالتشيع والعلم ، فلما ظهر عنه ما كان يضمره ويسره من التعطيل والإباحة ، والمكر والخديعة ، ثار الناس عليه ، فأول من جاءه الشيعة ، ثم المعتزلة وسائر الناس ، وكبسوا داره ، فهرب إلى البصرة ، ومعه رجل من أصحابه يعرف بالحسين الأهوازي ، فنزل بباهلة على موال لآل عقيل بن أبي طالب ، وقال لهم : أنا من ولد عقيل ، وداع