كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 57 """"""
واقتتلوا قتالاً شديداً ، فانهزم الشيعي وأصحابه ، واتبعهم أبو حوال إلى الليل ؛ ثم أصبح فلقوه واقتتلوا قتالاً شديداً ، فانهزم الشيعي ثانية إلى تازرارت وجاءهم ثلج عظيم ، فحال بينهم .
ولم ير الشيعي أن تازرارت تحصنهم ، فأخذوا ما قدروا عليه ، وانضموا إلى إيكجان ، فلما ارتفع الثلج تقدم أبو حوال إلى تازرارت فأخربها وهدم قصر الشيعي وسار إلى ميلة ، ثم التقى هو والشيعي واقتتلوا في الليل ، فانهزم أبو حوال إلى تونس ، ورجع الكتاميون إلى ميلة ، واعتل الحسن بن هارون فمات بإيجكان ، وسكنها الشيعي وابتنى بها قصراً .
وجاء الخبر إلى الشيعي بوفاة إبراهيم بن أحمد وأن ابنه العباس ولي الأمر بعده ، وجلس في المسجد ورد على الناس ظلاماتهم ، وأنه يجلس عل حصير وبين يديه الدرة ، فاغتم لذلك لأن العوام مالت إليه ، ثم أتاه الخبر بمقتل أبي العباس وأن ابنه زيادة الله قتله وولي مكانه ، وأنه شرب الخمور وارتكب المحارم ، وعكف على الملاهي ، فسره ذلك ، وقال لهم : قد زال عنكم ما كنتم تخافونه ، وهذا آخر ما تحاربون ، وسيصير الأمر إليكم .
قال : ثم خرج أبو حوال بالعساكر ثانية قبل وفاة أبيه ، فهزمه الشيعي واستولى على ميلة ، وعاد أبو حوال إلى بلاده وقد ملك زيادة الله ، فقتله زيادة الله 30 وقتل اخوته ، والله أعلم .
ذكر تغلب أبي عبد الله الشيعي على مدينة سطيف
كانت مدينة سطيف لعلي بن حفص ، والمعروف بابن عسلوجة ، وكان قد زحف مع أبي حوال لقتال الشيعي ، فلما استقام أمر الشيعي واخذ ميلة ذهب بجموعه إلى سطيف وأقام عليها أربعين يوماً وهو يقاتله ، ثم انصرف إلى إيكجان فأقام بها شهراً ، وجمع من قدر عليه ، وعاد إلى مدينة سطيف فأحاط بها ، وقاتله علي ين عسلوجة ، فهزمه الشيعي فتحصن بالمدينة ، وأقام أياماً يحاصره ، فمات علي بن عسلوجة ، هو وأخوه أبو