كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 58 """"""
حبيب ، في أيام قلائل فاستولى الشيعي عليها .
ذكر خروج إبراهيم بن حنبش إلى بلد كتامة
قال : لما اتصل بالأمير زيادة الله أخبار الشيعي ، وظهوره على بلد كتامة ، وافتتاحه ميلة ، ووصل زيادة الله من كتامة من خاف على نفسه ، وعرفوه أنه لم يعاجل الشيعي زاد أمره ، أخذ زيادة الله عند ذلك في الاحتشاد وزاد في العطاء ، فاجتمعت له عساكر عظيمة ، فقدم عليها إبراهيم بن حنبش ، فبلغت عدة من خرج معه أربعين ألفاً ، من فارس وراجل ، وأخرج معه أموالاً جليلة وسلاحاً كثيراً ، وعدداً عظيمة ، وأمر ببذل الأموال ، وأخرج معه وجوه رجاله ومن وصل إليهم من كتامة .
فسار إبراهيم بن حنبش حتى أتى قسطنطينية ، وبينها وبين إيكجان التي بها الشيعي نحو مرحلتين ، وأردفه زيادة الله بسديد بن أبي شداد ، فاجتمع معه نحو مائة ألف . وأقام بقسطنطينية ستة أشهر لا يتقدم إليه الشيعي ، فلما رأى ذلك زحف بعساكره كلها ، فندب الشيعي خيلاً اختارها من كتامة ليخبروه بروز حنبش ، فأتوه . فلما رأى الخيل قصدها بنفسه . هذا والأثقال على الدواب ؛ فانتشبت الحرب ، واقتتلوا قتالاً شديداً . واتصل الخبر بأبي عبد الله الشيعي ؛ فزحف بمن معه ، فوقعت الهزيمة ، على ابن حنبش وأصحابه ، واسلموا الأثقال ، وتبعهم أصحاب الشيعي يومهم ذلك إلى الليل ، ومن الغد ، يقتلون ويغنمون ، فقتلوا منهم كثيراً وغنموا الأموال والأمتعة والسلاح والكراع ما لا يحصى كثرة .
ووصل ابن حنبش إلى باغاية وكتب كتاباً بخطه إلى زيادة الله يخبره بالخبر ، ثم قدم إفريقية ، فاضطربت وماجت بأهلها ، وعظم أمر الشيعي ثم غلب على مدينة