كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 59 """"""
طبنة ثم على مدينة بلزمة ، ثم مدينة تيجس ، ثم مدينة باغاية ، ثم قفصة ، وقصطيلية ، ثم مدينة الأربس ، وكان له في خلال هذه الفتوحات وقائع كثيرة كان آخرها مع إبراهيم بن أبي الأغلب لثمان بقين من جمادى الآخرة ، سنة ست وتسعين ومائتين ، فانهزم إبراهيم إلى جهة القيروان واتبعهم أصحاب الشيعي يقتلون ويغنمون ويأسرون .
ذكر هرب زيادة الله إلى المشرق
قال : ولما وصل خبر هذا الهزيمة إلى زيادة الله وهو برقادة وكان قد علم أنه لا يقوم له أمر إذا انهزم إبراهيم ، لأنه آخر ما جمع من الجيوش واستنفد فيه الوسع والطاقة ، فلما جاء خبر الهزيمة أظهر أنه جاءه الفتح ، وأرسل إلى السجون فأحضر رجالاً منها فضرب أعناقهم ، وأمر أن يطاف برؤوسهم في القيروان ، وأخذ في تجهيز أثقاله ، وحملها وحمل أمواله ، وأنذر خاصته وأهل بيته بالخروج معه ، وعرفهم بالخبر ؛ فأشار عليه ابن الصائغ بالمقام ، فأبى ذلك وخرج إلى مصر ، كما ذكرناه وأقبل الناس في صبيحة يوم هرب زيادة الله وانتهبوا رقادة ، والله أعلم .

الصفحة 59