كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 61 """"""
أحمد ، فسر بمقدمه ، وكان أسن من أبي عبد الله وأحد ذهناً ، وكان الشيعي يعظمه ، فإذا دخل قام إليه ، وإذا دخل هو على أبي العباس قبل يده ووقف حتى يأمره بالجلوس فيجلس .
ولما وصل أبو العباس أراد أن ينفى من القيروان من خالف مذهبه ، فقال له أبو عبد الله إن دولتنا دولة حجة وبيان ، وليست دولة قهر واستطالة ، فاترك الناس على مذاهبهم ، فتركهم .
وأخذ أبو عبد الله في الخروج إلى سلجماسة ، فرحل إليها في النصف من شهر رمضان من السنة ، في جيوش عظيمة ، واستخلف على إفريقية أبا زاكي تمام ابن معارك وأخاه أبا العباس .
قال : ولما خرج اهتز الغرب لخروجه وزالت زناته والقبائل عن طريقه ، وأوقع بقبائل عرضت له في الطريق حتى إذا قرب من سجلماسة راسل أميرها أليسع بن مدرار ، وكان من أمره معه ما نذكره بعد في أخبار المهدي عبيد الله إن شاء الله . فهذه أسباب ظهور هذه الدولة وقيامها وخبر شيعتها . فلنذكر أخبار المهدي وما كان أمره ، وخروجه من بلاد الشام ، وما اتفق له في مسيره إلى أن تسلم الملك من أبي عبد الله الشيعي ، بعد أن مهد له القواعد وفتح البلاد . ثم نذكر في أخبار عبيد الله ، المنعوت بالمهدي ، تتمه أخبار أبي عبد الله الشيعي إلى أن قتل هو وأخوه أبو العباس محمد بن أحمد .
فنقول وبالله التوفيق . .
ذكر ابتداء الدولة العبيدية وأخبار المهدي عبيد الله وما كان من أمره منذ خرج من الشام إلى أن ملك البلاد وتسلم الأمر من أبي عبد الله الشيعي
كان ابتداء ظهور هذه الدولة وقيامها ببلاد المغرب في سنة ست وتسعين ومائتين ،