كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 72 """"""
بهم على مدينة طرابلس في عدد عظيم ، ثم تبين للبربر أمره فقتلوه ، وأتوا برأسه إلى أبي القاسم .
قال : وأول ما بدأ به أنه أمر باتخاذ أنواع السلاح في سائر البلاد ، وأخرج ميسور الصقلبي في عدد عظيم إلى المغرب ، وانتهى إلى مدينة فاس ، وهزم ابن أبي العافية ، وأخذ ابنه الثوري أسيراً ؛ وأخرج بعد ذلك يعقوب بن إسحاق على أسطول عظيم إلى بلد الروم ، فافتتح بلد جنوة . وكان ممن خرج عليه أبو زيد مخلد بن كيداد في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، وهو رجل إباضي ، يظهر الزهد ، وأنه إنما قام عليهم غضباً لله . وكان لا يركب غير حمار ، ولا يلبس إلا الصوف . وكان بينهما وقائع كثيرة ، فملك أبو زيد جميع مدن القيروان ، ولم يبق للقائم غير المهدية ، فحاصرها أبو زيد إلى أن هلك القائم ، وكان بينه وبين ابنه المنصور ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر وفاة القائم بأمر الله وشيء من أخباره
كانت وفاته بالمهدية في يوم الأحد الثالث عشر من شوال سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، ومولده بسلمية التي بالقرب من مدينة حماة من الشام في المحرم سنة ثماني ومائتين ، وكان عمره أربعاً وخمسين سنة وتسعة أشهر ، ومدة ملكه اثنتي عشرة سنة وستة شهور وأياماً .
أولاده : كان له من الأولاد الذكور سبعة ، وهم أبو الطاهر إسماعيل قام بالأمر بعده ، وأبو عبد الله جعفر ، توفي في أيام المعز ، وحمزة ، وعدنان ، وأبو كتامة ، قضوا بالمغرب ؛ ويوسف ، مات ببرقة سنة اثنتين وستين وستمائة ، وأبو القران عبد الجبار ، توفي بمصر في سنة سبع وستين وثلاثمائة ، وأربع بناب وسبع سرار .
قضاته : إسحاق بن أبي المنهال إلى أن توفي ؛ ثم أحمد بن بحر إلى أن قتله أبو زيد لما فتح أفريقية في صفر سنة ثلاثين ؛ ثم أحمد بن الوليد ؛ ولته الرعية فأقره .
حاجبه : جعفر بن علي حاجب أبيه .

الصفحة 72