كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 74 """"""
قال أبو الرقيق : أخبرني من كان معه ، قال : كنا ننظر إلى العبيد السودان على الطريق قعوداً فنتأملهم فنجدهم موتى ، وقد جفوا من البرد ، ووصل المنصور إلى قصر آخر النهار ، فدخل الحمام ، فاعتل لوقته ، وصلى العيد بالناس في مبادئ علته ، ثم اشتدت به ، فمات في التاريخ المذكور ، وأوصى ابنه أن يمنع من النوح عليه .
وكان مولده بالقيروان ، في سنة اثنتين وثلاثمائة ، وكان عمره أربعين سنة .
وقال ابن الرقيق : إنه ولد برقادة في سنة إحدى وثلاثمائة ، وكان عمره أربعين سنة تقريباً . ومدة ملكه سبع سنين وأيام .
أولاده من الذكور خمسة ، وهم : أبو تميم معد ، وهاشم ، وحيدرة ، مات بمصر سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة ، وأبو عبد الله الحسين ، وأبو جعفر طاهر . وكان له خمس بنات ، وثلاث أمهات أولاد .
قضاته : أحمد بن محمد بن الوليد ، ثم محمد بن أبي المسطور ، ثم عبد الله بن هاشم ، ثم علي بن أبي شعيب ، علي المنصورية ، ثم أبو محمد زرارة بن أحمد ، ثم أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي .
حاجبه : جعفر بن علي ، حاجب أبيه وجده .
ذكر بيعة المعز لدين الله
هو أبو تميم معد بن منصور بن القائم بن المهدي ، وهو الرابع من ملوك الدولة العبيدية . وأول من ملك مصر والشام منهم . صار الأمر إليه ببلاد المغرب بعد وفاة أبيه المنصور ، وفي آخر شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ، فدبر الأمور واحكمها إلى يوم الأحد السابع من ذي الحجة من السنة ، فجلس على سرير الملك ، ودل عليه الخاصة وكثير من العامة فسلموا عليه