كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 76 """"""
يبني له في كل موضع يقيم فيه قصور ، فأخذوا في عمل ذلك ، حتى تم ، وفي يوم الجمعة لليلة بقيت من جمادى الآخرة ، سنة سبع وخمسين وردت النجب من مصر بوفاة كافور الإخشيدي ، وكانت وفاته لعشر بقين من جمادى الأولى . كما تقدم .
ذكر خبر إرسال القائد جوهر الكاتب بالعساكر إلى الديار المصرية
وفي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة قدم القائد جوهر من المغرب بعسكر عظيم من كتامة والجند والبربر ؛ فأمره المعز بالاستعداد والخروج إلى مصر فأقام بقصر الماء قرب المنصورية ليجتمع إليه الحشود ، وفتح المعز بيت المال ووضع العطاء . وحشد من إفريقية من الكتامين والزويليين والجند والبربر ، وأعطى مائة دينار إلى عشرين دينار حتى عمهم بالعطاء . وتصرفوا بالقيروان وصبره في ابتياع ما يحتاجون إليه ، ثم أمر المعز بالرحيل ، فرحل في يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول منها ، وفارقه خمسمائة فارس من البربر ، فجرد خلفهم عدة من الوجوه فلم يرجعوا ؛ فقال المعز : الله أكرم أن ينصرنا بالبربر ، ثم سار جوهر بجميع من معه من العساكر ، ومعه ألف حمل من المال ، ومن السلاح والعدد والكراع مالا يوصف ، وأغذ السير حتى أقبل على الديار المصرية .
ذكر خبر وصول جوهر القائد بالعساكر إلى الديار المصرية وما كان بينه وبين الإخشيدية والكافورية من المراسلة في طلب الأمان وتقرير الصلح ونكثهم وقتاله إياهم إلى أن ملك الديار المصرية واختط القاهرة
. قال ابن جلب راغب في تاريخ مصر : وفي جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وردت الأخبار إلى مصر بقدوم القائد جوهر ، فاضطرب المصريون لذلك اضطراباًَ شديداً ، ووقع اتفاق أرباب الدولة بحضرة الوزير جعفر بن الفضل على مراسلته في الصلح وطلب الأمان ، وإقرار ضياعهم وأعمالهم في أيديهم ، فراسلوه في ذلك . واشترط نحرير سويران ألا يجتمع مع القائد جوهر ، وأن يكون له الأشمونين إقطاعاً ،

الصفحة 76