كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 77 """"""
وتقلد مكة والمدينة ، ويتوجه فيقم بالحجاز ، فسألوا الشريف أبا جعفر مسلم الحسني في المسير برسالتهم إلى جوهر ، فأجابهم ، شرط أن يكون معه جماعة من الأعيان ، فجهزوا معه أبا إسماعيل إبراهيم بن أحمد الزينبي ، وأبا الطيب العباس بن أحمد العباسي والقاضي أبا الطاهر ، وغيرهم . وكتب الوزير كتاباً بما يريد .
وسار أبو جعفر بمن معه في يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شهر رجب من السنة ، وقيل منه ، فلقي القائد جوهراً قد نزل بتروجة فاجمعوا به فبالغ القائد في إكرام الشريف ، وأدى الشريف إليه الرسالة وأعطاه كتب الجماعة ، وعرفه ما التمسوه ، فأجابهم إلى ذلك ، وكتب كتاباً بالأمان نسخته .
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من جوهر الكاتب ، عبد أمير المؤمنين المعز لدين الله صلوات الله عليه ، لجماعة من أهل مصر من الساكنين بها وبغيرها .
إنه قد ورد من سألتموه الترسل إلي والاجتماع معي ، وهم : أبو جعفر الشريف أطال الله بقاءه ، وأبو طاهر إسماعيل الرئيس ، أيده الله ، وأبو الطيب الهاشمي ، أيده الله ، والقاضي أبو طاهر أعزه الله ، وأبو جعفر أحمد بن نصر أعزه الله .
فذكروا عنكم أنكم التمستم كتاباً يشتمل على أمانكم في أنفسكم وأموالكم ، وبلادكم ونعمكم وجميع أحوالكم ؛ فعرفتم ما تقدم به أمر مولانا وسيدنا أمير المؤمنين ، صلوات الله عليه ، من نصره لكم .
لتحمدوا الله تعالى على ما أولاكم وتحمدوه على ما حباكم ولتدأبوا فيما يلزمكم ، وتسارعوا للطاعة العاصمة لكم ، العائدة بالسعادة عليكم ، المقضية بالسلامة لكم ، وهو أنه صلوات الله عليه ، لم يكن إخراجه هذا العساكر