كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 78 """"""
المنصورة ، والجيوش المظفرة إلا لما فيه إعزازكم وحمايتكم ، والجهاد عنكم ؛ إذ قد تخطفتم الأيدي ، واستطال عليكم المشرك ، وأطعمته نفسه بالاقتدار على بلادكم في هذه السنة ، والتغلب عليه ، واسر من فيه والاحتواء على نعمكم وأموالكم ، حسب ما فعله غيركم من أهل بلدان المشرق ، وتأكد عزمه واشتد كلبه ، فعاجله مولانا وسيدنا أمير المؤمنين ، صلوات الله عليه ، بإخراج العساكر المنصورة وبادره بإنفاذ الجيوش المظفرة لتقاتله دونكم ، وتجاهده عنكم وعن كافة المسلمين ببلد المشرق ، الذين عمهم الخزي ، وعلتهم الذلة ، واكتنفتهم المصائب ، وتتابعت لديهم الرزايا ، واتصل عندهم الخوف ، وكثرت استغاثتهم ، وعظم ضجيجهم ، وعلا صياحهم ، ولم يغثهم إلا من أرمضه حالهم ، وأبكى عنه ما ناله ، وأسهره ما حل بهم ، وهو مولانا وسيدنا فرجا بفضل الله ، وإحسانه لديه ، وما عوده وأرجاه عليه ، استنفاذ من أصبح منهم في ذل مقيم ، وعذاب أليم أمير المؤمنين ، صلوات الله عليه ، وأن يؤمن من استولى عليه المهل ويفرخ روع من لم يزل في خوف ووجل . وآثر إقامة الحج الذي تعطل ، وأهمل العباد فروضه وحقوقه ، للخوف المستولي عليهم ، وإذا لا يأمنون على أنفسهم ولا أموالهم ،

الصفحة 78