كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 80 """"""
أهل مصر وغلمانهم في مراكب ، ووقع القتال ، وزحف جعفر بن فلاح ، بالرجال ، وقاتل عسكر مصر ، ووقع القتل في الإخشيدية والكافورية فانهزموا ليلاً ودخلوا مصر وأخذوا كل ما في دورهم ، وساروا إلى الشام .
قال : ولما انهزم ركب الناس إلى دار الشريف أبي جعفر مسلم وسألوه كتاباً إلى القائد جوهر بإعادة الأمان عليهم ؛ فكتب كتاباً إليه يهنئه بالفتح ، وسأله إعادة الأمان للمصريين ؛ فكتب القائد أماناً وبعثه إلى الشريف ، فقرأه على الناس ، وهو : " بسم الله الرحمن الرحيم . وصل كتاب الشريف ، أطال الله بقاءه وأدام الله عزه وتأييده وتمكينه ، يهنئ بما هيأه الله من الفتح المبارك ، وهو أيده الله ، المهنأ بذلك لأنها دولته ودولة أهله ، وهو المخصوص بذلك ، وأما ما سأل من الأمان وإعادة الأمان الأول ، فقد أعيد إليه طلب ، وجعلت إليه عن مولانا وسيدنا أمير المؤمنين ، صلوات الله عليه ، أن يؤمن الناس كيف شاء بما شاء . وقد كتب الوزير ، أيده الله ، بالاحتياط على بيوت الهاربين إلى أن يدخلوا في الطاعة ، وما دخلت فيه الجماعة ، ويعمل الشريف أيده الله ، على لقائي في يوم الأحد لأربع عشرة ليلة تخلو من شعبان بجماعة الأشراف والعلماء والثناء ، وأهل البلدان إن شاء الله تعالى .
فقرأ الشريف الكتاب على الناس وسكنهم وهدأهم ، ففتحوا البلد ، وأخذ الناس في التجهز إلى لقاء القائد جوهر ، وقتل نحرير وميسر وبلال ويمن الطويل ، وجيء برءوسهم إلى القائد .
قال : وخرج الناس إلى الجيزة والتقوا القائد ، فنادى مناد ينزل الناس كلهم إلا الشريف والوزير ، ففعلوا ذلك ، وسلموا عليه واحداً واحداً ، وأبو جعفر يعرفه بالناس ، والشريف أبو جعفر مسلم عن يمينه ، وأبو الفضل الوزير عن يساره .

الصفحة 80