كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 82 """"""
ذكر إقامة الخطبة ، وضرب السكة بمصر ، للمعز لدين الله في الدعاء له على المنبر ، وما نقش على السكة
.
وفي يوم الجمعة لعشر بقين من شعبان من السنة ركب القائد جوهر إلى المسجد الجامع العتيق لصلاة الجمعة ، ولإقامة الدعوة ، في عسكر كثير . وخطب هبة الله بن أحمد خليفة عبد السميع بن عمير العباسي ، لغيبة عبد السميع ، فخطب وعليه البياض ، ودعا للمعز لدين الله ، وقال في دعائه في الخطبة الثانية : اللهم صل على عبدك ووليك ، ثمرة النبوة ، وسليل العترة الهادية المهدية ، عبد الله الإمام معد أبي تميم المعز لدين الله ، أمير المؤمنين ، كما صليت على آبائه الطاهرين وأسلافه المنتخبين ، الأئمة الراشدين . اللهم ارفع درجته ، وأعل كلمته ، وأوضح حجته ، واجمع الأمة على طاعته ، والقلوب على موالاته وصحبته ، واجعل الرشاد في موافقته ، وورثه مشارق الأرض ومغاربها ، وأحمده مبادئ الأمور وعواقبها ، فإنك تقول وقولك الحق " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون " " فلقد امتعض لدينك ، ولما انتهك من حرمتك ودرس من الجهاد في سبيلك ، وانقطع من الحج إلى بيتك ، وزيارة قبر رسولك ( صلى الله عليه وسلم ) وأعد للجهاد عدته ، وأخذ لكل خطب أهبته فسير الجيوش لنصرك ، وأنفق الأموال في طاعتك ، وبذل المجهود في رضاك ، فارتدع الجاهل ، وقصر المتطاول ، وظهر الحق وزهق الباطل . فانصر اللهم جيوشه التي سيرها ، وسراياه التي انتدبها لقتال المشركين وجهاد الملحدين ، والذود عن المسلمين ، وعمارة الثغور والحرم وإزالة الظلم والتهم ، وبسط العدل في الأمم . اللهم اجعل راياته عالية منشورة ، وعساكره مؤيدة منصورة ، وأصلح به وعلى يديه ، واجعل لنا منه واقية عليه .