كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 83 """"""
وضربت السكة على الدنانير ، وكان على الوجه الواحد لا إله إلا الله محمد رسول الله ، علي خير الوصيين ، ووزير خير المرسلين ، محمد رسول الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الذين كله ولو كره المشركون . وعلى الوجه الآخر الدعاء دعاء الإمام معد ، لتوحيد الإله الصمد ، المعز لدين الله ، أمير المؤمنين . ضرب بمصر في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة .
قال : وأشرك القائد جوهر في الدواوين المصريين والمغاربة ، فجعل في كل مكان مصرياً ومغربياً .
وفي ذي الحجة من السنة تكامل بمصر من الإخشيدية وقوادهم خمسة آلاف فارس استأمنوا القائد جوهر ، وفيهم أربعة عشر رئيساً فأمنهم ، ثم قبض عليهم واعتقلهم ، ثم سيرهم إلى المعز في إفريقية .
وفي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ، في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الآخر ، صلى القائد جوهر في جامع ابن طولون وأذّن " حي على خير العمل " وهو أول ما أذّن به بمصر ، ثم أذّن بذلك بالجامع العتيق بمصر في الجمعة الثانية .
ذكر خروج تبر الإخشيدي والقبض عليه
وفي شعبان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ثار تبر الإخشيدي بناحية أسفل الأرض ، ودعا للخليفة المطيع لله ، وكتب اسمه على البنود ، فراسله جوهر ، فلم يقبل ؛ وكان معه أبو القاسم العلوي الأقطيني . فأنفذ القائد جوهر العساكر لقتاله براً وبحراً ، وكان قد كبس صهرجت ونهبها ، فأمر القائد بنهب دوره في مصر ، وقبض على صهره فأغار تبر ، ونهب ضياعاً . فوافته العساكر بصهرجت ، فانهزم إلى تنيس ، وركب البحر الملح يريد الشام ، ثم إلى الروم ، فأنفذ القائد جوهر أسطولا خلفه ، فلما بلغ صور