كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 84 """"""
دخل بها الحمام ، فقبض عليه وجماعته من أتباعه وغلمانه ، وذلك في شهر رمضان منها ، وحمل إلى مصر ، فقدمها لأربع عشرة ليلة خلت من شوال ، فأدخل على فيل وبين يديه رجل وخلفه رجل ، وغلامه عجيب على جمل خلفه ، ومعه قرد ، وخلفه غلامه سرور على جمل ، وجماعة على جمل منكسي الرؤوس ، ثم اعتقلوا واستصفى القائد أمواله وودائعه ، وطولب بالأموال ، فلما اشتد عليه الطلب جرح نفسه فمات بعد أيام فسلخ جلده وحشى تبناً وصلب جلده ، وضرب شلوه .
ذكر فتوح الشام
قد ذكرنا أن القائد جوهراً جهز جعفر بن فلاح إلى الشام بالعساكر في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ، فسار جعفر ولقي الحسن بن عبد الله بن طغج بالرملة ، وهو يومئذ صاحب الشام ، فهزمه جعفر بن فلاح وأسره ، وبعث به إلى مصر ، ثم سار إلى دمشق فملكها في سنة تسع وخمسين بعد حرب شديدة . فكتب إلى القائد جوهر بالفتح ، واستأذنه في المسير إلى غزو إنطاكية ، فأذن له القائد فسار نحوها في نحو عشرين ألف فارس .
فحاصر أنطاكية مدة إلى أن اتصل به مسير مدد الروم إليها ، فعاد عنها إلى دمشق .
ذكر مقتل جعفر بن فلاح واستيلاء القرامطة على دمشق
وفي سنة ستين وثلاثمائة وصل الحسن الأعصم القرمطي إلى دمشق . وقيل أنه إنما قدم بأمر الخليفة المطيع فخرج إليه جعفر بن فلاح وقاتله ، وكان عليلاً وانهزم وأصحابه ونصب رأسه على دمشق .
وملك القرمطي دمشق والشام ، وسار إلى الرملة فانحاز عنه سعادة بن حيان