كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 86 """"""
فمنعهم القائد جوهر لدخول الليل ، وخشية من مكيدة أو كمين . ونهبت صناديق القرمطي ودفاتره ، وفارق القرمطي من كان معه من الإخشيدية والعرب ، قيل : وهذه أول هزيمة كانت للقرامطة .
ثم وصل بعد الكسرة بيومين أبو محمد الحسن بن عمار بمدد معه من جهة المعز وهرب القرمطي الذي كان بتينس وعادت الدعوة المعزية بها .
وفي شهر ربيع الآخر قبض القائد جوهر على أربعمائة وأربعين رجلاً من الإخشيدية والكافورية وحبسهم . وفي شعبان منها ورد على القائد جوهر رسول من ملك الروم برسالته وهديته .
وفي شهر رمضان لسبع خلون منه كمل بناء الجامع بالقاهرة ، وجمعت فيه الجمعة .
وفي شوال منها ابتدأ القائد جوهر يحفر الخندق الذي كان عبد الرحمن ابن جحدم ، خليفة عبد الله بن الزبير ، حفره قبلي مصر ، ثم شق الخندق حتى بلغ قبر الإمام الشافعي رحمه الله ، فعدل به عنه ، ثم شقه مشرقاً إلى الجبل على المقابر ، أراد بذلك أن يحفظ طريق الحج من ناحية القلزم .
وفي ذي القعدة منها خرج أبو محمد الحسن بن عمار إلى تنيس فسار إليه أسطول القرامطة فواقعه وأسر منه سبع مراكب ، وسيرها إلى مصر ومعها خمسمائة رجل منهم .
ذكر خروج المعز لدين الله من بلاد المغرب إلى الديار المصرية وما رتبه ببلاد المغرب قبل مسيره
.
وفي يوم الاثنين لثمان بقين من شوال سنة إحدى ستين وثلاثمائة ، رحل المعز

الصفحة 86