كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 87 """"""
لدين الله من المنصورية إلى سردانية ومعه يوسف بن زيري بن مناد فسلم إليه إفريقية وأعمالها وسائر المغرب ، وذلك من يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي الحجة منها ، وأمر الناس بالسمع والطاعة له ؛ وفوض إليه أمور البلاد كلها إلا بلاد جزيرة صقلية وطرابلس . وأقام المعز بسردانية أربعة أشهر ، ورحل منها لخمس خلون من صفر سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ، وسار حتى أتى قابس ، ثم وصل إلى طرابلس فأقام بها أياماً ، ورحل منها في يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر منها ، وسار فوصل إلى الإسكندرية في يوم الجمعة لست خلون من شعبان ، ونزل تحت المنار وأنزل الناس حولها ، وأتاه أهلها فسلموا عليه ، ووافى يوم الأحد أبو طاهر قاضي مصر ، ومعه العدول وقدم أبو عبد الرحمن بن أبي الأعز في بني عمه وغيرهم من العرب ، فركب لهم المعز فسلموا عليه وانصرفوا .
ثم رحل من الإسكندرية يوم الاثنين لثلاث بقين من شعبان . فلما كان يوم السبت لليلتين خلتا من شهر رمضان نزل المنية بساحل مصر ، وهي بولاق ، فأقام بها إلى يوم الاثنين ؛ فخرج إليه الشريف أبو جعفر مسلم الحسيني قبل وصوله في جماعة الأشراف ووجوه البلد ، فرأى المعز وهو سائر والمظلة على رأسه ، فنادى مناد : يتقدم الشريف أول الناس ، فتقدم وسلم على المعز . ثم تقدم الناس كلهم وسلموا عليه واحداً بعد واحد حتى فرغوا ، وهو واقف على دابته ؛ ثم سار والشريف يحادثه .
قال : وأخذ الناس في التعدية بعيالاتهم وأثقالهم في هذه الأيام إلى ساحل مصر ، وتفرق الناس في الدور بمصر والقاهرة ، وأكثرهم في المضارب فيما بين القاهرة ومصر .

الصفحة 87