كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 91 """"""
إلا خلا فيها نذير " " يوقد ذكرنا في أخبار القرامطة جملة من مواعظ هذا الكتاب على ما نقف عليه هناك ومن جملة ما لم نذكره هناك .
أما علمت أني " نار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة " اعلم " خائنة الأعين وما تخفى الصدور " وحشاه بأنواع من الكفر وحضه على اقتفاء آثار آبائه وعمومته وموالاتهم ، فقال : إن آباءك كانوا من أتباع آبائي ، ثم قال فيه بعد الإطالة : وكتابنا هذا من فسطاط مصر ، وقد جئناها على قدر مقدور ، ووقت مذكور ، لا نرفع قدما إلا بعلم مصنوع ، وعلم مجموع ، وأجل معلوم ، ثم قال فيه : وما أنت إلا أيها الغادر الخائن الناكث المباين عن هدى آبائه وأجداده ، المنسلخ عن دين أسلافه وأنداده ، الموقد لنار الفتنة ، الخارج عن الجماعة والسنة ، لم أغفل أمرك ، ولا خفي علي خبرك ، وإنك مني بمنظر وبمسمع ، قال الله تعالى : " إنني معكما اسمع وأرى " ، " ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا " فعرفنا على أي رأي ضللت وأي طريق سلكت . وقال في فصل منه : إنا لسنا مهمليك ولا ممهليك إلا ريثما يرد به كتابك والوقوف على مجرى جوابك ، فانظر لنفسك ما يبقى ليومك معادك ، قبل انغلاق باب التوبة ، وطول وقت النوبة ، حينئذ " لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً " ثم ختمه بأن قال : فما أنت وقومك إلا كمناخ نعم ، أو مراح غنم ، فأما " نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفيك " ، " فإن عليهم مقتدرون " هكذا رأيت ، والتلاوة في سورة يونس " أو نتوفيك فإلينا مرجعهم " فعندها تخسر " الدنيا

الصفحة 91