كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 92 """"""
والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين " . وأنذرتهم ، " ناراً تلظى لا يصلاها إلا الأشقى ، الذي كذب وتولى " ، " يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون " . فليتدبر من كان ذا نذير . وليتفكر من كان ذا تفكير ؛ وليحذر يوم القيامة ، يوم الحسرة والندامة . " أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت من جنب الله " . " ويا حسرتنا على ما فرطنا " . ويا ليتنا " نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل " . " والسلام على من اتبع الهدى " . وسلم من عواقب الردى . وهو حسبنا ونعم الوكيل .
قال : فلما وقف الحسن بن أحمد القرمطي على هذا الكتاب المطول كتب جوابه بالبسملة : وصل كتابك الذي كثر تفصيله وقل تحصيله ؛ ونحن سائرون على إثره والسلام .
وقيل : الجواب ما تراه دون أن تسمعه .
وقيل أنه كتب إليه :
ظنت رجل الغرب أن سهولتي . . . بمحالها ، وأخو المحال ذليل
إن لم أرو النيل من دمهم ، فلا . . . نلت المراد ، ولا سقاني النيل
وفي سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ، في شعبان ، بلغت تقدمة القرامطة إلى أرياف مصر وأطراف المحلة ، فنهبوا ، واستخرجوا الخراج ، واشتهر الأعصم القرمطي ببلبيس فتأهب المعز للقائه ، وعرض العساكر ، وفرق فيهم الأموال والسلاح .
وسير جيشاً قدم عليه ولده الأمير عبد الله ، فالتقى مع الأعصم ، فانهزم

الصفحة 92