كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 93 """"""
القرمطي وأسر جماعة من رجاله ، وجهز جيشاً آخر قدم عليه ريان الصقلبي في أربعة آلاف فارس ، فأزال القرامطة من المحلة ونواحيها .
وفي هذا الوقت ورد خبر من الصعيد الأعلى أن عبيد الله أخا الشريف مسلم أوغل في الصعيد واستخرج الأموال ، وقتل ألفاً من المغاربة .
وفي هذا السنة ، في المحرم منها ، انبسطت المغاربة في نواحي القرافة ، ونزلوا في الديور ، وأخرجوا الناس من أماكنهم ، وشرعوا في السكن في المدينة ، وكان المعز أمرهم أن يسكنوا أطراف المدينة ، فاستغاث الناس إلى المعز فأمر أن يسكنوا نواحي عين شمس ، وركب بنفسه وشاهد المكان ، وأخبرهم بالبناء فيه ، وهو الموضع المعروف الآن بالخندق ، وجعل لهم والياً وقاضياً ، ثم سكن أكثرهم بالمدينة مخالطين للناس .
ذكر فتوح طرابلس الشام
كان فتوحها في سلخ شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين وثلاثمائة ، على يد ريان الخادم غلام المعز ، وهرب ابن الزيات بعد أن كان نصب عليها الصلبان وجعلها للروم .
وفي جمادى الأولى منها سار نصير الخادم غلام المعز في عسكر كثير ، ودخل إلى بيروت ، وتواقع مع الروم على طرابلس وهزمهم ، وكانت الوقعة في نصف شعبان .
وفي هذا الشهر وصل الخبر إلى المعز بوصول أفتكين التركي من بغداد إلى دمشق بقصد مصر ، فشرع المعز في تجهيز العساكر .
وفي شهر رمضان منها كثرت الأراجيف بمسير الروم إلى الشام لأن أفتكين التركي كاتب ابن السنهسكي فسار بالروم إلى بيروت ، فلقيهم نصير غلام المعز فهزموه وأسروه ، وتوجهوا إلى صيدا فخرج إليهم أفتكين التركي وقبل الأرض لابن السنهسكي وهادنه على دمشق ، وانصرف ابن السنهسكي معلولاً ، فسر المعز بذلك ، وهنأه الناس بهذا الفتح ، ومدحه الشعراء .

الصفحة 93