كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 95 """"""
وممن وزر للمعز يعقوب بن كلس ، وهو أول وزراء دولتهم بمصر ، وهو من جملة كتاب الدولة الإخشيدية ، وسنذكر خبره إن شاء الله مستوفى أخبار العزيز .
حاجبه : جعفر بن علي إلى أن توفي ، فولي عمار بن جعفر ، والله أعلم بالصواب .
؟ ؟ ؟
ذكر بيعة العزيز بالله
وهو أبو المنصور نزار بن المعز بن المنصور بن القائم بن المهدي ، وهو الخامس من ملوك الدولة العبيدية ، والثاني من ملوك مصر والشام منهم .
كان قد ولي العهد من أبيه في حيات ، ثم بايعه الناس في يوم وفاة أبيه ، لسبع خلون من شعر ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاثمائة .
حكى الرئيس ابن القلانسي في تاريخ الشام وسبب بيعة العزيز الأولى أن أباه المعز لدين الله كان مغرماً بعلم النجوم والنظر فيما تقتضيه أحكام مولده ، فحكم له بقطع ، فاستشار منجمه فيما يزيله عنه ، فأشار عليه أن يعمل له سرداباً تحت الأرض ويتوارى فيه مدة إلى حين زوال ذلك القطع ، فصنع ذلك وأحضر وجوه دولته ، وقال لهم : أن بيني وبين الله عهداً وعدنيه قد قرب أوانه ، وقد جعلت عليكم ولدي نزاراً ، ولقبته بالعزيز بالله ، واستخلفه عليكم ، وعلى تدبير أحوالكم مدة غيبتي ؛ فألزموا الطاعة المناصحة له ، فقالوا : نحن عبيدك وخدمك ، فأخذ البيعة له ووصاه بما أراد ، وجعل القائد جوهر مدبراً لأموره ، ونزل السرداب الذي اتخذه وأقام به سنة ، فكانت المغاربة إذا رأوا سحاباً ترجلوا الأرض وأوموا بالسلام عليه ، ثم خرج بعد ذلك ، وجلس الناس ، فدخلوا على طبقاتهم وسلموا عليه ؛ ولم يلبث بعد ذلك إلا مدة يسيرة ، واعتل فمات .
؟
ذكر حرب بين أفتكين التركي وعساكر العزيز بالله
ولنذكر ابتداء أمر أفتكين لتأتي أخباره بسياقه .

الصفحة 95