كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 99 """"""
النوروز على عاداتهم ، وأصرمت النخل ، ولم يبق عليها شيء ألبتة ، ثم حمل النخل ثانية ، فأكل الناس البلح والبسر مرة ثانية ؛ ولم يتفق مثل ذلك في زمن من الأزمنة .
ذكر فتح قنسرين وحمص
وفي سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ، في شهر ربيع الأول منها ، دخلت عساكر العزيز إلى قنسرين وحمص ، وأقاموا الدعوة له بها .
وفيها في ثامن شوال صرف العزيز وزيره يعقوب بن كلس واعتقله وحمل من ماله خمسمائة ألف دينار ؛ ثم أفرج عنه بعد ذلك ، وأعاده إلى الوزارة ، في سنة أربع وسبعين ، ووهب له العزيز مالاً كثيراً وألفاً وخمسمائة غلام تكون في خدمته ، وإليهم تنسب حارة الوزيرية بالقاهرة .
وفي هذا السنة اشتد الغلاء بمصر وبلغت حملة الدقيق الجشكار أحد عشر ديناراً والعلامة اثني عشرة ديناراً ؛ والحملة ثلاثمائة رطل بالمصري .
وفيها في العشرين من ذي القعدة ورد الخبر أن ابن حمدان خطب للعزيز بحلب والجزيرة كلها .
وفي سنة ست وسبعين وثلاثمائة خطب للعزيز بمعرة النعمان .
وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة استجد العزيز في جامع مصر العين الفوارة ، ودامت إلى أيام العاضد ، فخربت في الحريق في سنة أربع وستين وخمسمائة ؛ ثم جددها الملك العادل أبو بكر بن أيوب وفيها لاعن القاضي محمد بن النعمان بين رجل من لدن عقيل وامرأته .
وفي سنة ثمانين وثلاثمائة اختط العزيز الجامع بالقاهرة ، وهو الجامع المعروف بالحاكم بباب الفتوح .

الصفحة 99