كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 11 """"""
فغير أهل ، وغيره من إخوته فغير عظيم في الأنفس . والملك الظاهر بعيد عنا ، ولا يمكنه أن يترك بلاده ويصير إلينا .
قال : واتفق ورود رسل الملك الظاهر - صاحب حلب - إلى عمه العادل ، في شهر ربيع الآخر من السنة ، وهما : نظام الدين كاتبه ، وعلم الدين قيصر الصلاحي . فلما وصلا إلى بلبيس ، أرسل العادل إليهما أن لا يدخلا القاهرة . وأن يذكرا رسالتهما لقاضي بلبيس يبلغها عنهما ، وإن لم يفعلا فيرجعا إلى صاحبهما .
فعادا إلى الملك الظاهر ، واجتمعا بميمون القصري في عودهما ، ورغباه في الخدمة الظاهرية . فمضى إلى صرخد وبها الملك الظافر أخو الأفضل . ولحق بميمون جماعة من الصلاحية .
واعتزل عنه فخر الدين جهاركس في قلاعه - وكان معه بانياس وتبنين وشقيف أرنون ووافقه على الاعتزال زين الدين قراجا ، وأظهر الاعتزال عن الفريقين . وباطنهما مع الملك العادل .
قال : ولما وصل ميمون إلى صرخد ، كاتب الأفضل والظاهر ودعاهما إليه . وأنفذ إلى الملك الظاهر فخر الدين الطنبا الجحاف فلما وصل إليه ، قوى عزم الملك الظاهر على الخروج . فراسل ميمون ، وأخذ عليه وعلى من معه من الأمراء العهود والأيمان .

الصفحة 11